کد مطلب:350930 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:232

ما عندهم من الجفر والجامعة ومصحف فاطمة وما یحدث باللیل والنهار
وهذه إحدی المنابع لعلومهم الزاخرة، وقد أنبأت هذه الطائفة عن

بیان هذه المنابع. فإن أبا بصیر یقول: دخلت علی أبی عبد الله (ع) فقلت: جعلت فداك: إنی أسألك عن مسألة: ها هنا أحد یسمع كلامی؟ فرفع أبو عبد الله سترا بینه وبین بیت آخر فاطلع فیه ثم قال: یا أبا محمد سل عما بدا لك. قال: جعلت فداك إن شیعتك یتحدثون أن رسول الله صلی الله علیه وآله علم علیا (ع) ألف باب یفت له من كل باب ألف باب؟ فقال أبو عبد الله: یا أبا محمد علم رسول الله (ص) علیا (ع) ألف باب یفتح له من كل باب ألف باب. قال أبو بصیر فقلت: هذا والله العلم. ثم إن الصادق علیه السلام لما رأی استعظام أبی بصیر هذا المنبع



[ صفحه 55]



العزیز صار ینبئه بأن لهم منابع أخری أغزر مادة وأسح فیضا، فذكر له أن عندهم الجامعة، وإنها سبعون ذراعا بذراع رسول الله (ص) وإملائه من فلق فیه وخط علی بیمینه فیها كل حلال وحرام، وكل شئ یحتاج إلیه الناس، حتی الأرش فی الخدش. ثم ذكر، إن عندهم الجفر، وأنه وعاء من أدم فیه علم النبیین والوصیین وعلم العلماء الذین مضوا من بنی إسرائیل. ثم ذكر إن عندهم مصحف فاطمة، وإنه مثل القرآن ثلاث مرات ثم قال علیه السلام: إن عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلی أن تقوم الساعة. وفی كل هذا یقول أبو بصیر مبتهرا ومستعظما: هذا والله العلم، والصادق علیه السلام یقول: إنه لعلم ولیس بذلك، فقاله أبو بصیر: جعلت فداك فأی شئ العلم؟ قال علیه السلام: ما یحدث باللیل والنهار، الأمر بعد الأمر،والشئ بعد الشئ إلی یوم القیامة [1] .

إننا وإن لم ندرك حقیقة هذه المنابع، وقدر هذه المواد، إلا أننا نفهم من هذا البیان أنهم رزقوا من العلم ما لا مزید علیه إلی ما شاء الله جل شأنه وأنه لو یسمح لنا البیان بأن نعرفه بأكثر من الحضوری، وأوسع من الحصولی، لوسمناه به.



[ صفحه 56]



وهل بعد هذا یصح أن یقال فی علمهم: إنه مبنی علی الإشاءة، وموقوف علی الإرادة؟ وأما إشرافه (ع) علی البیت ورفع الستر فی هذه الروایة لا لیعلم هل فیه أحد، فیكون منافیا للحضوری، بل لیطمئن أبو بصیر بخلو البیت من السامع. ولقد أوجزنا بنقل الأحادیث التی دلت علی سعة علومهم. وحضورها لدیهم، لأننا لا نرید استقصاء ما جاء عنهم فی هذا الباب، فإن الغرض الأوحد أن نعرف ما كانوا علیه من العلم، ولا نعرفه عن طریق النقل، إلا بما عرفوه لنا وأبانوه من ذلك المكنون فی أوعیة صدورهم. وبما أوردناه یحصل الغرض المطلوب والضالة والمنشودة. وإن كان ما أوردناه قطرة من غیث وغرفة من بحر، مما جاء عنهم فی ذلك من الأخبار وظهر من الآثار.



[ صفحه 57]




[1] الكافي: باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام.